نحن كطواقم صحة في إسرائيل نشعر بالصدمة ونعبر عن رفضنا للتدمير المستمر منذ ما يقارب العامين للنظام الصحي في غزة في إطار الحرب المستمرة في القطاع
بينما بدأت هذه الحرب لأسباب مبررة، وحظيت بدعم واسع في إسرائيل والعالم كرد على المجزرة الوحشية التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023؛ والتي قُتل خلالها ما يقارب 1250 شخصًا، مدنيين وعسكريين واختُطف ما يقارب 200 شخص إلى غزة، ولا يزال 48 منهم محتجزين هناك في ظروف مزرية،
بعد قرابة عامين من الحرب، لحقت أضرار جسيمة بحماس، لكن المختطفين لم يعودوا.
علاوة على ذلك، يعاني السكان المدنيون في قطاع غزة من كارثة متعددة الأبعاد: فقد أصبح أكثر من مليوني مدني، بمن فيهم الرضع والأطفال والنساء المرضعات وكبار السن لاجئين يعيشون في ظروف غير إنسانية، يعانون من نقص في الطعام في ظروف صحية متدنية وبدون إمكانية للحصول على مصادر مياه صالحة للشرب
بالإضافة للوضع الكارثي في كل مجالات الحياة يعاني ما يقارب 150 ألف جريح حرب من إصابات وتداعيات الحرب والدمار بدون إمكانية لتلقي علاج طبي، مما يعزز انتشار الأمراض المعدية التي قد تهدد المنطقة بأكملها، بما في ذلك إسرائيل، ويتجاوز عدد القتلى 60 ألف شخص منذ بداية سفك الدماء.
ليس لدينا اية شك أن حماس عدوٌّ قاسي يستغلّ المنشآت المدنية ويُعرّض سكان غزة لخطرٍ دائم. لكن للأسف، تتزايد التقارير عن استهداف جيش الدفاع الإسرائيلي للبنية التحتية الصحية في غزة بشكلٍ ممنهج، وفي كثيرٍ من الحالات دون أيّ مبررٍ أمنيّ، ودون توخي الحذر واليقظة لحماية المدنيين غير المتورطين.
يُعدّ استهداف المستشفيات وعيادات الصحة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ما لم يتوفر دليل واضح على استخدامها كمنشآت عسكرية. ويُعدّ قتل الطواقم الطبية والأطباء عمدًا في منازلهم جريمة حرب.
إننا نستنكر بأشد العبارات استهداف العاملين في مجال الصحة والمستشفيات والخدمات الطبية على جميع المستويات. سكان غزة بحاجة ماسة للأمن الغذائي وإمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية أكثر من أي وقت مضى. إن تدمير النظام الصحي في غزة لا يضر سكان غزة فحسب، بل يُعرّضنا جميعًا للخطر.
لذلك نطالب بما يلي:
* وقف فوري للأعمال العدائية
* إطلاق سراح فوري لجميع الأسرى الإسرائيليين
* جهد دولي واسع النطاق تكون إسرائيل شريكًا كاملاً فيه لإعادة بناء غزة ونظامها الصحي
بصفتنا طواقم صحة وعاملين في المجال الطبي عمومًا نحن نؤمن ونشدد على قدسية الحياة وعلى واجبنا تقديم العلاج والشفاء. إن التدمير المتعمد للنظام الصحي يتناقض مع أهم قيم مهنتنا. نحن مستعدون للالتزام بإعادة تأهيل النظام الصحي في غزة، والنضال من أجل السلام ومستقبل أفضل في منطقتنا.